رياضة

لم يقتصر الحزن على الأرجنتين فقط بوفاة ماردونا

الحزن لم يقتصر على الأرجنتين، بل إمتد للحداد الأكبر في نابولي “دييغو أرماندو مارادونا” رؤية الكرة والجري وراءها تجعلني أسعد رجل في العالم ”

انطلاقا من هذا التصريح يتّضح لنا من هو مارادونا، الرجل الذي جعل كرة القدم في أفق آخر، فمنه انطلق شيء إسمه الأسطورة في عالم المستديرة !

ميا نابولي يعلن عن جلب دييغو ارماندو مارادونا من برشلونة، بصفقة كانت الأغلى في ذلك الوقت، ليصبح هذا التعاقد بمثابة بطولة تسجل في تاريخ النادي … ويكون أفضل و أعظم استقبال شهده لاعب ما، الإقليم بأكمله يردد جملة واحدة ” أفضل لاعب في العالم ؛ نابوليتانو ” ، المسألة أشبه بيوم السعادة للمدينة، الكل يغني و يرقص، ليصبح الشارع مهدا لبداية قصة ستكون أجمل حكاية تصاغ و تعاد بدون ملل.

مارادونا غير بوصلة نابولي، ليرشدهم إلى الطريق الصحيح، و يجعل من عشاق النادي خائنين في أعين كل الإيطاليين … فبعض الأقوال تؤكّد أن أغلب محبي نابولي شجعوا دييغو على إيطاليا، فالواقعة تعود لنصف نهائي كأس العالم 1990 الذي جمع الأتزوري ضد الألبيسيليستي على ملعب السان باولو ؛ بالرغم من اللافتة الشهيرة التي رفعها الجماهير، مارادونا نابولي تحبك، لكن عذرا إنها إيطاليا.

قدوم الأسطورة لأبناء الجنوب كان يعني إنتهاء حكم الشمال، وبدأ جمهورية جديدة بدستور خاص شرعها دييغو، اللقب كان منحصرا على اليوفي و ميلانو بقطبيها، و الجنوب هو مجرد طريق للعبور ؛ ليوقف ارماندو هذا الأمر و يخلد إسم نابولي في خريطة جنة كرة القدم، و ينهي الاحتكار و السيطرة، ليكون القديس الذي لايمسّ عند النابوليتانيين.

ستبقى رواية مارادونا من الروايات الراسخة في عقل كل من جعل كرة القدم سبب سعادته، فالجرعة الزائدة المقدمة منه لم تقتل أي مشجع وثق به، بل أحيت كل من آمن و جعل منه مصدرا للأحلام .

دييغو حكاية إنتهت، و القصة مهما كانت جميلة إلا و النهاية ضرورية من أجل الختام … فلترقد روحك بسلام ؛ وداعا يا شمس الأرجنتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى