منوعات

بيكاسو كرة القدم أندريس انيستا

تلك القوة السحريه التي تحول افكارنا الى عواطف جياشه، وتحلق بنا الى عنان السماء لتأخذنا في رحله إلي عوالم أخرى، ثم تغوص بنا الى أعماق أرواحنا وقلوبنا، وفي أنغامها ما يجعل جميع لغاتنا فقيرة وعاجزه عن وصفها,إنها الموسيقي.

هناك موسيقار إسباني عندما يمتلك الكرة يجعل من ارضيه الملعب كما لو أنها سلالم موسيقيه فيعلو ويهبط في المقامات حتى يكتمل اللحن، فقد صنع لحنا ذو دوزنه أوروبيه شيقا وشجي ، أعترى كيان قلوب الحاضرين حت هزهم طربا.

اليوم مقالنا عن لاعب أقل ما يوصف به هو رسام، موسيقار سمه ما شئت كل الاسماء تليق به بل لا تكفيه ساحدثكم عن أندريس أنيستا.

في العام 1996 غادر مدينة فونتيالبيا متجها الى أقليم كتلونيا حيث يوجد هناك أكبر نادي في المقاطعة نادي برشلونة رغم أنه كان محبط لانه كان يحلم بحمل قميص ذلك الرداء الابيض الملكي حامل كل أحلام مدينتة الصغيرة ومسقط رأسة على أكتافة في الواقع احلامهم تمثل عبء على ظهره لكن شغفه للعبة و حبها لك جعل من ذلك العبء دافع نحو الصمود و الوصول الى هدفه.

وصل برشلونه لم يتغير شكله كان كأنه يعرفها بل اعتبر نفسه جزء منها نعم هنا كانت بداية قصته مع هذا النادي قصة عشق و هيام كقصة حب عزرية مثل الروايات الشهيرة.

سدد خطاه في اتجاه تحقيق أحلامه تخطئ كل المراحل، في العام 2002 استطاع ان يحمل فانيلة الفريق الاول كانت هذه اللحظة تمثل نقطة تحول في مسيرته استطاع تقديم جزء من لوحاته الفنيه على العشب الاخضر فأبهر المتابعين و صورو له صورة نجم بارز قادم في مقتبل الايام، تعرض للكثير من العثرات إلا ان إصراره كان قويا فقد كان ينهض بعد كل ضربة يتلقاها يعود اقوى يستمر في دعم ثورته الكروية الفنية الراقية.

كعازف بيانو لايستطيع منع اصابعه رغم انها تؤلمه لا يستطيع فهي تتحرك لا اراديا لتدوزن تلك.. الرنات وأستمر على هذا النهج لسنوات طوال كان رجل يتكلم في أرض الملعب فقط كان الأقرب إلى رسام الموناليزا قولا وفعلا، من خلال تحكمه غير الطبيعي في الكرة، قدرته على الذهاب بالخصم إلى إتجاه معين، ثم قلب اللعب فجأة في الإتجاه الآخر، وكأنه فعليا يسير على أرضية مختلفة عن بقية اللاعبين داخل الملعب.

بالنسبة لي صناع اللعب ينقسمان إلى قسمين، قسم يستطيع فعل كل شيء أثناء وقوفه دون الحاجة إلى الركض، مع سرعة البديهة وحسن التصرف والذكاء الاستثنائي وجزء آخر يفضل الانطلاق بالكرة، المراوغة، التحرك في كل أرجاء الملعب، ولعب مزيد من التمريرات القطرية والطولية، ميزة إنييستا أنه لديه جزء من هذا وجزء من ذاك، يستطيع إنهاء الأمور في المساحات الضيقة دون الحاجة إلى الركض، ولديه ميزة الحسم في المباريات الكبيرة، وفي نفس الوقت متحرك جدا وديناميكي لدرجة قدرته على شغل مركز الجناح دون مشاكل، أندريس كان هدية لأي متابع لكرة القدم.

إنيستا لم يقف يوماوحيدا تلمع عيناه تحت ضوء النجومية المطلقة بالرغم من غزارة ريشته بالإبداع لأن قدره كان أن يجاور ميسي منذ بروزه حتى موعد طائرته نحو اليابان، الرسام سلّم دفة الأضواء في سفينة البرسا ل ميسي ، وإكتفى هو بإعداد خارطة الجيل الإعجازي للنادي في القبو بعيداً عن ضوء شمس الإنصاف..لم يكن يحدث الضجة في الإعلام …
صخبه كان يءمع فقط في قلوبنا نحن المتيمون بحب الساحرة الفاتنة، رحيله كان بنفس القدر من الأضواء خافت قليلا لكنه خلاب، في 2018 غادر مسرح العالمية متجها إلى براثن آسيا كعجوز يقضي باقي أيامه الكروية بين هدوء اليوغا وخفوت ضوء الإعلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى