تجربة فالفيردي مع برشلونة

طبعا لا أطيق تجربة فالفيردي مع برشلونة وكنت اهاجمه واسخر منه وكان ذلك لأن تحديات برشلونة كانت أكبر منه.
لكن هذا لا يعني أن نعامل اي مدرب او لاعب او اي عنصر بشري في كرة قدم بصورة نمطية واحدة مكونة عن تجربة معينة سواء كانت مستحقة ام لا.

فالفيردي مع بلباو وبعد مرور 25 جولة على بعد نقطتين فقط من دوري أبطال وله أفضلية في الوصول إلى نهائي كأس الملك.

فريق يلعب بنفس الرتم ولا زال يقدم كل هذا المجهود البدني ويمارس الضغط العالي بهذه الطريقة وقادر على إفتكاك الكرة وإستعادتها بشراسة وفريق يقدم هذه التحولات بهذه السرعة، ومع ذلك رغم كل هذا الإستهلاك الناتج عن هذا المجهود لا زال يقدم نتائج ولا يتراجع فهو فريق يستحق التقدير هو ومدربه.

في بلباو تعدد الحلول كبير، جميع اللاعبين يصنعون ويسجلون ومن كل المراكز، دخول الإحتياطيين يصنع الفارق ويغير مجرى مباريات.

فريق من الشبه مستحيل أن تستطيع أن تحتفظ بالكرة أمامه تشعر وكأنهم ماكنات.

فريق يقدم كرة مباشرة وسريعة، كرة قدم فيها إرتجال وفرديات وبنفس الوقت فيها إنضباط ولعب بكتلة واحدة.

بالمناسبة فالفيردي مع برشلونة، كان الأفراد تأثيرها اعلى من المدرب لكن طريقة اللعب المباشر وحرية الأفراد وإستغلال توحش ميسي بالمساحات جعل الفريق يقدم رعب هجومي وحقق أرقام، لكن إمكانيات الفريق ومتطلبات النجاح والضغط وحساسية مباريات برشلونة مقارنة بفريق مثل بلباو كان يتطلب هيكل ثابت منتظم واضح الهوية والمعالم وهذا ما فشل به فالفيردي فكان هناك عشوائية وتدخلاته بالمواقف الحرجة لم يكن لها وجود بالتالي خذل جماهير النادي.

لكن بفرق بعيدة عن الضغط دائما ما يحقق المطلوب ويخرج ببصمة، ربما شيء يخرجه من دائرة مدربي الصف الأول، لكن حتى صناعة النجاح مع هذه النوعية من الفرق ليس سهلا وشخصية فالفيردي وطبيعته ربما تجعل الأمور تفلت منه في نادي كبير لكن في مثل تلك الفريق تكون شخصيته إيجابية لأنها تعطي راحة للاعب وتزيل عنه اي حواجز بينه وبين المدرب.

ف مثلا في برشلونة عدم تدخله في الأمور وتفاديه للصراع مع اللاعبين خلق حالة من الفلتان والشرخ والفجوة بين شعور كل لاعب بقيمته، لكن بفريق مثل بلباو ذلك يزيل ضغوط عن اللاعبين وتعزز ثقة اللاعبين وتجعلهم قريبين من بعض ومن المدرب.

بالتالي فالفيردي صنع لنفسه سيرة ذاتية قوية بعيدا عن برشلونة تستحق التقدير من خلال شخصيته ومن خلال حاجة هذه الأندية لأكبر قدر من المساحة لأن أدواتها أقل من العمل التكتيكي الصارم!